احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ديسمبر في صنعاء

كل شيء في هذه المدينه يبدو موحشا ولكنه يمكن ان يكون بسبب ديسمبر الذي كلما زارها كل عام اصطحب معه بردا قارسا .. الوجوه شاحبه واكوام الملابس القديمه فتشنا عنها مجددا لعلها تستطيع تدفئتنا.. وياتي الصباح ليرسم امل جديدا ويحي ارواحا متعبه..اكتفي بقليل من التمر صباحا وكوب الشاي المشبع بنكهة الهيل..الشوارع من حولي ساكنه والهواء النقي يلفها من كل جانب٠٠ الى هنا كل شيء يبدو على ما يرام..الشوارع ضيقة والعربات البائسة تزدحم فيهارويدا رويدا٠٠الجولات الازقة الحارات كلها عالقة في ذهني حتى تلك الكتابات والتعليقات المكتوبة على الجدران .. الصباح بسط جناحيه تماما على هذه المدينه والسحب بدات تفسح الطريق لسيدة السماء حتى تظهر وتتوسطها.. في هذه الاثناء اذا كنت قد ارتديت معطف يقيك البرد صباحا فانك ستتمنى لو تتخلص منه ولكنها شمس حارقة واطرافك بارده٠٠انها الظهيرة والارض تزداد سخونه والحركه تصبح جنونا٠٠الازدحام والضجيج والحياة تدب في كل مكان الكل يعود الى منزله بعد دوام ساعتين٠٠ الثانية ظهرا تعود المدينه الى موتها مرة اخرى فهي لن تصحو ابدا الا بطلوع الشمس .. ياتي المساء حامل معه الكسل .. الناس فيها مخدرون يعيشون عالمهم الاخر ليتحرروا من سجن الواقع٠٠ترى اين نعيش وعن ماذا نبحث.. الكل تراه مشغول بجهازه محملق في شاشته يعيش بطولته .. الاجساد اصبحت ثقيلة والعقول تبكي ضجرا لما صارت عليه..هذه المدينة ثارت ذات يوم كانت شوارعها تردد صوت واحدا وارادة واحدة .. كانت تغضب فترسم افكارا على الجدران .. رقصات على الارصفة.. هتافات بالتغيير٠٠صرخات استغاثة كانها تقول هذا نبضي الذي يطلب الحياة ٠٠لا تسلبوا مني الحياة .. الا ان هذا الحلم مات .. واعود الى جماعتي اهلي وناسي مرة اخرى .. الكل يمعن النظر في شاشته.. كل يبحث عن ضالته .. بطريقة هو لا يدركها .. الاشخاص هم ذلكم الاشخاص الا ان النفوس تبدلت.. المخيف ان ما يحدث هنا لم يشهده التاريخ من قبل . فالجميع اصبح واحدا لم يعد هناك اختلاف .. جميعنا مشغولون..نفتش عن انفسنا في هذا العالم الرقمي..فسر هذه الحاله كما تشاء .. الا انك لن تستطيع ان تنكر انك واحد منا.. يزداد البرد مساء فتترجى النوم كي ياتي .. فتعود هذه المدينه تلملم اطرافها الباردة بعد ان ودعت يوما رتيبا..تتجمع الغيوم بعشوائية حتى تحجب ضوء القمر .. انها تفعل ذلك متعمدا لعقابنا .. وتتبسم لها مدينتي الكئيبة قائلة انني اعرف من يسكنني .. اجساد منهكه لن يخطر في بالها رؤية القمر .. هذا الجميل الفاتن .. الافضل له ان يظل محجوبا عنهم فهم شعب يستحقون الادب.. الحادية عشر ليلاوالكهرباء مقطوعه .. كنتيجه لهذا ستلتفت الناس لبعضها وتقول لا زلنا موجودين ..الاذهان غير مستقرة بين عالم افتراضي وواقع رتيب.. والمدينه تزداد قبحا فلا قمرا منيرا يظهر في سماها ولا طرقات مضائها ترسم ملامحها.. في ذروة هذه الوضع يزداد الوضع سوءا .. ولحسن الحظ تعود الكهرباء مرة اخرى.. فتنقذنا .. ونعود مجددا نتفقد هواتفنا الخليوية .. رسائلنا ..واضعف الايمان نشحن جوالاتنا اذا انطفئت.. نعم صرنا بابتسامات بارده كجو مدينتا..ديسمبر لقد صرت مختلف تماما عما قبل.. لم اكن اشعر بك.. كنت ضيفا خفيفا بعكس اليوم..ترى صنعاء واهلها الى متى سنضل هكذا..ولكن شرع هذه المدينه لا يجيز الطلاق ..فستعيش معها مكرها شئت ام ابيت ..لذا استيقظ باكرا واحمل املا بان نعود كما كنا..ولا تنسى ان تتفقد جوالك

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق